توافق بين دولتين جارتين في دعم داعش!

#image_title

بقلم: سليم عمر

 

النشاطات التنافسية بين إيران وباكستان ليست خفية على أحد. فقد قامت الحكومة الإيرانية بإيواء جزء كبير من معارضي باكستان، وهم البلوش الذين يطالبون بالاستقلال، داخل أراضيها. يعيش هؤلاء في مناطق حدودية مثل سراوان، إيرانشهر، تفتان ومدن أخرى، حيث يتمتعون بمعسكرات تدريب عسكرية. في أي وقت تمنحهم الحكومة الإيرانية الإذن بالقيام بعمليات، ينفذونها في أجزاء من باكستان.

 

من جهة أخرى، يتبع النظام الباكستاني نفس النهج تجاه إيران. فقد أتاح لمجموعة معارضة للحكومة الإيرانية، تدعى “جيش العدل”، المجال للعمل في المدن الحدودية الباكستانية بحرية تامة. وقد وفر لها معسكرات تدريب تديرها الحكومة الباكستانية.

 

الحكومة الباكستانية أعطت جيش العدل مساحات واسعة من الأرض في مدن مثل پنجغور، دالبندين، نوشكي، توربات، وتفتان. يملك جيش العدل حرية حمل الأسلحة، ومداهمة المنازل، وتنفيذ العمليات العسكرية داخل باكستان.

 

ورغم أن جيش العدل يختلف عن البلوش المعارضين لحكومة باكستان ويتبع نهج الجهاد الإسلامي، إلا أن النظام الباكستاني عندما أعطاهم جزءًا من أراضيه، أصبح من المتوقع أن يردوا على نشاطات الحكومة الإيرانية بتصرفات مماثلة.

 

النقطة الجديرة بالاهتمام هي أنه رغم التنافس والاختلافات بين حكومتي إيران وباكستان، إلا أن هناك مشروعًا دوليًا كبيرًا ومدمرًا يُعرف باسم “داعش”، تم إنشاؤه من قبل أجهزة استخبارات دول المنطقة، وتستفيد منه كل قوة عظمى. يتم تزويد داعش بشكل مشترك بالدعم اللوجستي والاستخباراتي من قبل هاتين الدولتين، بهدف ارتكاب القتل والدمار ضد الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني.

 

وفقًا للأدلة المتاحة، يقوم أنصار داعش في عدد من المدن الإيرانية في بلوشستان، مثل سراوان وإيرانشهر، بتجنيد الأفراد بعد الترويج والدعاية لهم، وإرسالهم للتدريب العسكري في منطقة بلوشستان الباكستانية.

 

تشير الدراسات إلى أن في عدة نقاط حدودية بين سراوان وباكستان، مثل كوله كان، ناهوك، جالق وأسفندك، يتم نشر دعاية داعش علنًا بين الناس وتعزيز الأفكار المتطرفة.

 

يأتي هذا في الوقت الذي تدعي فيه حكومتا باكستان وإيران باستمرار محاربتهما لداعش، وتوجهان الاتهامات إلى أفغانستان والإمارة الإسلامية بعدم مواجهة هذه الجماعة الوحشية.

 

هذه الادعاءات الكاذبة من الدول المجاورة تأتي بعد أن جعلت الإمارة الإسلامية منذ توليها السلطة محاربة داعش والقضاء عليه جزءًا من أولوياتها، حيث أطلقت عشرات العمليات الناجحة لتحقيق هذا الهدف.

طلحه قندوزي
Exit mobile version