داعش؛ الجماعة المسؤولة عن إقامة الخلافة الإسلامية أم تدمير المؤسسات الإسلامية؟ 

مصطفی مجاهد

#image_title

وفي كل مراحل وعصور التاريخ ظهرت جماعات إجرامية ومتطرفة تحت غطاء الدين والإسلام ولكنهم استغلوا الدين وأساءوا استخدامه ومتغنيين بادعاءات لا علاقة لها بالدين بل بعيدة كل البعد من المنهج الشرعي الرباني.

ومن تلك الجماعات التي ظهرت تحت غطاء الدين هي تنظيم داعش الإجرامي ودأبت على تشويه صورة الإسلام وهي سجلت العار باسمهم في التاريخ هم في الحقيقة خوارج الأمس ولكنهم ظهروا بوجه آخر عندنا ضرب المثل يقال لمن لم يمنع عن المساوئ هو نفس الحمار ولكن في بردعة أخرى.

هذه الجماعة منذ سنوات وهي ظلت تتغنى بشعارات إقامة الخلافة الإسلامية والعدالة العمرية في الأراضي الإسلامية ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها

أين ثمرة ونتيجة شعارات هذه الجماعة وأين خلافتها الإسلامية والعدالة الاجتماعية وأين أمنها وحريتهم الدينية والإسلامية ؟

أم صار تعريف الجهاد وإقامة الخلافة عندهم قتل الأطفال والشباب واغتيال العلماء وهدم المساجد والمعاهد والحلقات العلمية

يا جيل البغدادي هل تُحيى الخلافة بارتكاب الفظائع وتكفير وتفسيق الحركات الجهادية ورمي المجاهدين الذين قاتلوا لسنوات ضد طغيان العصر وأعداء الإسلام ما حرم عليهم حياتهم وراحتهم.

إذا كان الأمر كذلك فذاك كله حلم وجنون وبعد عن منهج الله ورسوله

لو ألقينا نظرة سريعة على حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام وحياة أصحابه الأوفياء وسيرة من أحيا الخلافة من بعدهم وكانوا كحصن المنيع في وجه الأعداء الذين اعتز بهم الله الدين، وبهم بلغ الدين أقصى أقصاع الأراض فنجد أن حياتهم تبعد كل البعد عن حياة خوارج الأمس وخوارج داعش المعاصرة.

أجيل البغدادي مدعي الخلافة المزعومة يفهمون أكثر من النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه الأجلاء ومن تبعهم كلا وحاشا

بل منهج الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه بريء من أعمال وأقوال هذه الجماعة الخبيثة.

هذه الجماعة تحمل أفكار غير لائقة ومتطرفة ما لا تتوافق مع روح الإسلام أصلا، الإسلام كله وسط واعتدال، والأمة جعلها الله وسطا بين الأمم، فقَدَرُ هذه الأمة المحتوم أن تكون وسطية في كل شيء، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) ورافضة للإفراط والتفريط.

لم يكن هدف الدين والإسلام تدمير حياة الآخرين وممتلكاتهم والتشجيع على العنف وارتكاب الوحشية بل جاء ليضمن حياة الإنسان وماله وعرضه وكرامته.

داعش يملك خطة ماكرة واستخباراتية في الدول الإسلامية، وأعداء الإسلام فشلوا من تنفيذ نفس الخطة، وهم الآن يستخدمون اسم الإسلام لتحقيق أهدافهم الكبرى

الهدف الرئيسي لهذه الجماعة واضحة هو تقديم الإسلام كدين وحشي للعالم من خلال تدمير المؤسسات الإسلامية وقتل الكوادر العلمية.

وفي النهاية يجب أن نقول إن هذه الجماعة وأفكارها الخاطئة باتت منكشفة لكل الناس وهم يعرفون ما هي أهدافهم الشريرة، ولن ينخدع الناس بعد الآن بأكاذيب هذه الجماعة.

ابو صارم
Exit mobile version