بقلم: مصطفى مجاهد
هذا هو السؤال الذي يثير عقول العديد من الأشخاص المثقفين دينياً وفكرياً نحو تنظيم داعش، لماذا هذا الصمت وعدم الرد من قبل داعش في هذه الصراعات والأيام التي تشهد حرباً محتدمة بين الكفر والإسلام، والظلم الواقع على شعب فلسطين ظاهر للجميع؟!
في مثل هذه الأيام، كل جماعة تُعتبر إسلامية يجب أن تدافع عن الشعب الفلسطيني المظلوم، وقد أظهر معظم المسلمين، بل وحتى الذين يظهرون أنفسهم كمسلمين، تأييدهم للفلسطينيين، لكن أين داعش، تلك الجماعة التي كانت تُعلن عن “الخلافة الإسلامية” كل يوم، وتُزهق أرواح الأبرياء، وتُصم آذان العالم بادعاءاتها، أين هي الآن ولماذا هي صامتة؟ هل جهاد داعش يقتصر فقط على قتال المسلمين وليس له علاقة بالكفار واليهود؟ هل يعتبرون قتل مسلم أفضل من مواجهة يهودي؟! هل أصبحوا عميان وصم لا يرون حالة الشعب المظلوم؟
ما رأيكم، ما هو السبب وراء ذلك؟
أولاً، يجب أن نقول إن داعش اليوم هي جماعة أنشئت ومُولت من قبل إسرائيل/اليهود. فالعبد لا يتمرد على سيده، ولا يخونه، ولا يقاتله، وهذا الأمر مثبت بالأدلة أن داعش تم إنشاؤها وتمويلها من قبل أمريكا واليهود، وقد اعترف الكفار مرارًا وتكرارًا بأنهم هم من أنشأوا داعش، فكيف يمكنها التمرد على والدها الروحي؟
ثانياً، أسألكم، هل تتذكرون أن داعش شنت حتى الآن أي هجوم مستقل على “الكفار” أو المحتلين العسكريين الذين يهاجمون يومياً العديد من الدول الإسلامية مثل سوريا والعراق وفلسطين ويقتلون آلاف المسلمين؟ بالطبع، المدنيين والأشخاص غير المحاربين مستثنون من هذا، وإذا قاموا بأي هجوم، فإن الأمر لم يكن سوى مسرحية زائفة خلف الستار.
ثالثاً، أسألكم، ما هي الجماعة التي تستهدفها داعش في المجتمع الحالي؟ أي الأماكن تُدمرها؟ وأي الأماكن تستهدفها بالتحديد، ولماذا؟
من الواضح أن الجرائم التي يرتكبها اليوم النظام الصهيوني ضد المسلمين الفلسطينيين هي نفس السياسة التي تُنفذها داعش في الأراضي الإسلامية، فأنتم شاهدتم أو ستشاهدون بأعينكم أن هدف داعش هو القضاء على الكوادر العلمية، وتدمير الأماكن المقدسة، وحرمان عباد الله من راحة العبادة.
رابعاً، هل رأيتم أو سمعتم عن أي عمل أو رد فعل من داعش ضد إسرائيل؟ أبداً! لم يكن هناك أي رد فعل، حتى لو زعمت داعش أنها نفذت بعض الهجمات ضد النظام الصهيوني نيابة عن حماس، فقد تبين أن هذا كان بعيداً عن الحقيقة وقد ثبت ذلك بالدليل.
خامساً، أسألكم، من هي الجهة أو الجماعة التي قدمت العالم الإسلامي بأسره إلى العالم على أنه إرهابي وقاتل حتى أن الناس يكرهون الإسلام وحتى اسمه؟ عندما يُذكر اسم الإسلام، تتبادر إلى الذهن وجوه قاسية، إرهابيين، قتلة، ولصوص. أكان هناك أحد غير داعش وعروضها غير الإنسانية وغير الإسلامية؟
سادساً، ألا تعرفون أن فلسطين/غزة تعيش في حزن شديد هذه الأيام، والمسلمون يغرقون في دمائهم ليلاً ونهاراً؟ لكن هذه الجماعات التي تدعي الإسلام استغلت هذا الوضع لتدبير مؤامرات ضد المجاهدين الفلسطينيين.
ألم تتعرفوا بعد على هذه العملة ذات الوجهين؟ ألم تعرفوا بعد هذه الجماعة الاستخبارية اليهودية؟