بقلم:عبدان سابي
باكستان دولة تولت إدارتها أيدي فلول شركة الهند الشرقية أي الجيش منذ اليوم الأول، خاصة أن سياستهم الخارجية يشرف عليها جنرالات فاسدون في القيادة العامة، مما جعل باكستان معزولة على المستوى الدولي يعاني من صعوبات، ويدفع الشعب الباكستاني ثمن هذه الخسائر.
بعد أحداث 11 سبتمبر، قام الجنرال الديكتاتور برويز مشرف، بحجة إنقاذ البلاد، بوضع البلاد على حافة الدمار، وقدم الدعم لسيّده لمهاجمة دولة مسلمة، ذلك الدعم الذي لم يكن يتوقع سيده أيضا، لكن القرار الغبي الذي اتخذه الجنرال مشرف الفاسد أنه وضع الأساس لتدمير باكستان، ووضع أسس حرب لا يمكن وقفها في البلاد، ولا تزال مستمرة، لكن أصبحت السياسة الرسمية للجيش الباكستاني وجنرالاته هي إلقاء اللّوم على الآخرين في فشلهم.
في حرب عام 1971، كان الدور الرئيسي للجيش هو تقسيم البلاد إلى جزئين، لكن على الرغم من الهزيمة الواضحة في البنغال، إلا أن جنرالات الجيش الباكستاني كتبوا بفخر عن إنجازاتهم بينما ألقوا باللوم في الفشل على القيادة السياسية في البلاد والحكومة.
في 1999 حاول أن يري الجيش من نفسه بطولة وبسالة في واقعة كارجيل، لكنه واجه الهزيمة ورفض قبول جثث جنوده وحاول الهروب من فشله من خلال تسميتهم بالمجاهدين.
بنفس الطريقة قفز الجيش على مكالمة هاتفية في حرب أمريكا على الإمارة الإسلامية، حيث حاول أن يكتسب الاعتبار على المستوى الوطني والدولي من خلال الادعاء بإحلال السلام وقصم ظهر الإرهابيين من خلال القيام بعمليات في أنحاء البلاد، لكن عندما انكشف الوضع الحقيقي وحدث مشهد إسقاط نجاحهم الوهمي، ألقوا باللوم في فشلهم على دول الجوار، وخاصة أفغانستان، وزعموا أن الإرهاب يحدث داخل باكستان من أفغانستان أو أن أفغانستان أصبحت معقلاً للتنظيمات الجهادية.
إذا نظرنا إلى تاريخ باكستان، فمن الواضح تمامًا أن جنرالات الجيش هم الذين يرعون المنظمات الإرهابية للتدخل والاضطرابات في البلدان الأخرى، ولهم سمعة عالمية في هذا المجال بحيث أنشأت أكثر من اثنتي عشرة جماعة جهادية لأغراضها السياسية الخاصة في كشمير واستخدمتها لإثارة الاضطرابات في الهند، مع سجل من الهجمات الدموية داخل الهند.
ليس لدى باكستان أي دليل أو أي مبرر أخلاقي للقول بأن الهجمات تأتي من أفغانستان، لأن التنظيمات الجهادية والقومية في باكستان لديها مساحة كبيرة لتنظيم عملياتها، وإن وجود المنظمات القومية البلوشية في بلوشستان يثبت أن كل شيء يحدث من داخل بلادهم، لذلك على الرغم من ادعاءات الأمن التام، شهد العالم هجمات على المواطنين الصينيين، وهو دليل على أن كل هذا من فعل باكستان ويحدث من الداخل.
كيف يمكن لأفغانستان أن تكون لها يد في المعارك المباشرة التي تقوم بها حركة طالبان الباكستانية في البلاد ضد الجيش؟
إن الهدف الوحيد من الدعاية ضد هذه الحقائق من قبل مؤسسات الدولة الباكستانية هو محاولة خداع الشعب الباكستاني وإظهار تحسين قبضتهم الضعيفة على بلوشستان وخيبر بختونخوا للجميع، ولكن الحقيقة أن الشعب الباكستاني انقلب هناك ضدهم بسبب سياسات الدولة الباكستانية الخاطئة والفظائع التي ترتكبها وتبدلت حرب الحقوق الآن إلى حرب حرية، وهو أمر لا تستطيع المؤسسات الباكستانية التعامل معه، لذا فهم يلقون اللوم على أفغانستان والدول المجاورة الأخرى من خلال الدعايات.
بدأت باكستان في استخدام المنظمات الإرهابية الأجنبية والعالمية مثل داعش لمواجهة حركة طالبان الباكستانية والضغط على إمارة أفغانستان الإسلامية استمرارًا لسياسات الماضي الخاطئة، وليس فقط من خلال توفير الأمن لقيادة هذه الحركات فحسب، لكنهم يقومون أيضًا بالتمويل بما في ذلك الدعم اللوجستي، وإن مراكز داعش القائمة تحت رعاية مؤسسات الحكومة الباكستانية في خيبر وباجور ودير وبلوشستان أصبحت الآن حقيقة واضحة لا يمكن إنكارها وسبق أن وضعنا الأدلة والحقائق أمام العالم.
حاولت المؤسسات الباكستانية مؤخرًا فتح جبهة دعائية جديدة ضد إمارة أفغانستان الإسلامية من خلال إطلاق منظمة وهمية أخرى تسمى “جهات الرباط”، وهي منظمة دعائية ليس لها قائد أو أعضاء معروفون، وهي محاولة غبية لضباط الجيش في القيادة العامة داخل غرف مغلقة.
لن تؤدي المهمة الدعائية التي تقوم بها الدولة الباكستانية ضد أفغانستان الإسلامية إلى نتائج، لأن الحقيقة لا تخفى حتى بعد إخفائها ملايين مرة، لأن أفغانستان الآن بأيدي أصحابها الصادقين.