بقلم: إحسان الله إحسان
إن باكستان هي الدولة التي انتهكت جميع المبادئ الإسلامية والإنسانية والأخلاقية والدبلوماسية في سبيل تحقيق مصالحها. ومع ذلك، فإنها لم تنجح في أن تصبح دولة قوية ومستقرة، ولم تتمكن من صناعة هوية تفتخر بها بين دول العالم.
وبسبب سياسات حكام باكستان، وخاصة سياسات جنرالاتها المرتزقة، فقد خسرت باكستان هويتها الإسلامية، وبعد أحداث 11 سبتمبر، أصبحت حليفة استراتيجية للاحتلال الأمريكي تقاتل الأمة في الخطوط الأمامية بكل فخر واعتزاز. وقد كسرت كل تقاليد الجوار وتسببت في سفك أنهار من دماء إخواننا الأفغان.
ولم يكتف الجنرالات الخونة بهذا الحد، بل باعوا ابنتهم عالمة الأعصاب الباكستانية السيدة الدكتورة عافية صديقي، إلى الولايات المتحدة مقابل دولارات زهيدة، وسلموا سفير أفغانستان لدى باكستان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك دسوا كل القيم والآداب والمعايير الدبلوماسية، وسجلوا اسم بلدهم في قائمة أراذل العالم.
وعلى الرغم من سلوكياتها السيئة، تظاهرت باكستان بوقاحة من أجل مصالحها الخاصة، مدعية أن لديها علاقات جيدة مع أفغانستان. وظلت تردد شعارات أن لدينا العديد من القواسم المشتركة مع أفغانستان، فنحن مسلمون، ولدينا نفس التقاليد واللغة. ولكن في الحقيقة، لم تكف باكستان من تصرفاتها العدائية حيال أفغانستان القواسم المشتركة كلها من إلاسلام والتقاليد والثقافة إلى حسن الجوار.
وبعد انتصار إمارة أفغانستان الإسلامية في عام 2021 وتوليها السلطة من جديد، قدمت باكستان قائمة أمنياتها وطرحتها على قيادة إمارة أفغانستان الإسلامية، تمامًا كما فعلت الحكومات الأخرى. ولكن هؤلاء الممثلين الصادقين للشعب الأفغاني رفضوها بصراحة، قائلين: إن مصالح أفغانستان هي الأولوية بالنسبة لنا. هذا الرد القاطع والقول الفصل القائم على العدل خيبت آمال الحكام والجنرالات الباكستانيين.
لذلك، بدأت جنرالات باكستان المحبطون في استخدام آخر السموم للانتقام وإثارة الاضطراب في أراضي أفغانستان، حيث قدموا مراكز دعم لوجستي ومساعدات مالية ومراكز تدريب إضافة إلى الأهداف المعينة داخل أفغانستان لتنظيم داعش، العدو اللدود لإمارة أفغانستان الإسلامية. وبعد ذلك، قام داعش بشن هجمات على تلك الأهداف، مما جعل الجنرالات الباكستانيين يشعرون بالرضا، بحيث استمروا في الاحتفال بسفك الدماء الأفغانية.
وضع جنرالات باكستان خطة جديدة للسيطرة الكاملة على تنظيم داعش، حيث زعموا أنهم بحاجة لتعيين أعضاءهم في القيادة الإقليمية للتنظيم. ولذلك، قاموا بتجنيد أفراد من جيش طيبة في داعش، وهي منظمة تم إنشاؤها على نفقة الحكومة مسبقًا. يجمع كل من جيش طيبة وداعش بينهما نفس الأيديولوجية والمهنة، مما يجعله من السهل على الجنرالات الباكستانيين دمجهما معًا. توجد أيضًا مراكز تدريب لداعش في بلوشستان وباجور ودير تحت حماية الجيش الباكستاني، مما يجعل تنظيم جيش طيبة الآن قاعدة جديدة للمقاتلين الباكستانيين.
الجنرالات الباكستانيون يشعرون أيضًا بالسرور والفرح لأنهم يستغلون منظمات الجهاد في كشمير، التي أصبحت عاطلة عن العمل بعد فشل باكستان في كشمير. ووجدت باكستان في داعش فرصة جديدة لاستخدامها كميدان لها. بالتالي، يمكنهم تحويل مقاتلي جيش طيبة إلى دواعش سيطيعونهم في كل شيء.
تم تكليف جيش طيبة في خيبر بختونخوا بقيادة مراكز داعش في تلك المنطقة، بينما تم تكليف جيش طيبة في البنجاب بالاحتفاظ بمراكز داعش ومراكز التدريب في بلوشستان. وتتمتع القيادة الحالية لداعش، بما في ذلك شهاب المهاجر، بحماية من قبل باكستان.
تتضح الآن خطة الجنرالات الباكستانيين لزعزعة أمن المنطقة، حيث سيلعب تنظيم داعش أخيرًا دورًا مهمًا في تنفيذها. وسيكون للجواسيس الباكستانيين في جيش طيبة قيادة التنظيم. وأصبح واضحًا الآن أن باكستان قد أكملت استعداداتها لدفع المنطقة نحو عصر جديد من الفوضى وسفك الدماء، وذلك لحماية مصالحها.